Wednesday, May 28, 2008

"إرتاحت النّفسيّات ولكن"... قولٌ جمع شهود حرب الشوارع


"حَلّوها ع كبير بس ما حلّوها ع زغير"... حكاية اهل الكورنيش والكولا حكاية اناس وقعوا منذ اسبوعين في اتون نار لم يتوقعوا ان يلسعهم احد السنتها، على اساس ان حروب الماضي اندثرت، وان اللبنانيين لا يريدون سوى لبنان، ولبنان فقط! حدث ما حدث... لبنان اليوم ينهض من جديد بشخص رئيسه المنتخب العماد ميشال سليمان وفي العماد املٌ كبير، فماذا يطلب سائق التاكسي من جمهورية الـ2008؟ والميكانيكي؟ وصاحب فرن الصاج؟ وصاحب دكان الحيّ؟ وابو الفلافل؟
==============
دنيز يمّين

تُوّج اتفاق الدوحة الاحد بتربّع سليمان على كرسي الرئاسة المشتاق لمن يملأ وحدته، غير ان وقع التغيير الجذري من حال الفتنة في الشوارع وحربها الطائفية الى حال استعادة المؤسسات الدستورية نشاطها، لا تتبين آثاره الا على وجوه لبنانيين ضربتهم رصاصات الاخوة في الوطن وصرعتهم اصوات الهلع والوجع.

تحسّن الوضع نسبياً

"هدأ الوضع بشكل ملحوظ وفرحنا بحلحلة الازمة السياسية غير ان الارض هنا لا تزال مسمومة". كلام لمصطفى عيتاني الذي عرّف عن نفسه كمنتمٍ الى تيار المستقبل، وصاحب متجر للادوات المنزلية في سوق كورنيش المزرعة، عبّر عن انفراج انتظره اللبنانيون سنة ونصف قبل ان تصل الامور لذروتها وتحدق الازمة بسنة وشيعة لبنان في العديد من المناطق والشوارع والاحياء المختلطة. رأي لم يخالفه علي ابراهيم، صاحب دكان الحيّ المجاور حيث لحركة امل نفوذ واضح، اتى ليثني على التخوّف من "استقرار مستجدّ" فقدته المنطقة منذ اسبوعين، وقال ابراهيم "المبيع يتحسن غير ان الامن في الميدان اقرب الى الشلل".

كلام الصّواب

تصوّرات وتقديرات للوضع في المدينة المنتكسة رصدتها جريدة البلد يوم الاثنين حين تحدّث الاهالي عن اشكال ليلي حدث فجأة بين شباب طريق الجديدة وشباب من سكان الخندق الغميق على خلفية انتقامية اعادتنا الى احداث بيروت الاخيرة، بحسب ما وصفها سائق تاكسي "دوّيم" في المنطقة. عبّرت توصيفات "اهل البيت" بدقة وصواب عن جوّ "لا يزال مسموماً" كما وصفوه، فلم تلبث احاديث النهار ان انتهت حتى اتى اشكال ليل الاثنين-الثلثاء قرب جامع جمال عبد الناصر بعيد القاء السيد حسن نصرالله كلمته في ذكرى التحرير، ليجرّح الهدوء الحذر."العماد سليمان آدمي ولن يدعوه يكمل عهده"... توقّعٌ سياسي ادلى به الميكانيكي زياد الداعوق وفي عيونه يأس من المجهول. وسعيد ايضاً، بائع افضل الخرضوات، يؤكد ان "الحلّ مش عناّ" وان الاقتصاد لا يزال مجمداً في منطقة الطفولة فيما التفاؤل غير موجود مثيله مثيل التشاؤم. اما خليفة، ابن صيدا وصاحب "اطيب فلافل"، فناهز عمره العقد السابع فيما تفاؤله لم يتزعزع يوماً بل مضى يقول واثقاّ "انتهت القصة وكلو نحلّ".

جدل 1400 عام

صحيح ان في نظرتنا للحياة تفاوتاً، واننا متفائلون تارة ومتشائمون تارة اخرى، غير ان ما اجمع عليه كثيرون في سوق الكورنيش الذي استعاد طبيعة حركته رغم كل شيء، عن التوتر النائم في نفوس الافرقاء، يحول دون استرجاع المدينة هدوءها واستقرارها وحادثة جامع عبد الناصر دليل على ذلك. فإما ان يطفئ الجميع "جدل 1400 سنة من الاختلاف السني-الشيعي" كما عبّر وسام، وإما ان تبقى منطقة ما بعد التماس، مشتعلة بهباتها المتنقلة... لعلّ مجيء العماد يعيد المياه الى مجاريها محافظاً على رتبته في وجه التحيّز والانزلاق.

No comments: