Wednesday, May 28, 2008

"عدم الافلات من العقاب"... شعارٌ قد يحمي اعلاميي الغد


اعتداء ثم اعتداء ثم اعتداء... والحلّ في الاستنكار! هكذا تعاطى اللبنانيون مع ظاهرة الاعتداء على الصحافيين منذ حوا المئة عام بعدما اضحى الاعلام مصدر لـ"فشة خلق" ذلك او تلك، فيما المسؤولون غائبون والمعنيون مطموسو الحقوق والكلمة تتأرجح بين حبال الاعدام.
==============
دنيز يمّين

كما جرت العادة، للاعلام كأس مرة يتذوقها في كل حالة من حالات التوتر الامني السياسي غير ان ما نسمعه من شجب واستهجان في هذا الصدد لا يكفي قطعاً بأخذ حق افراد ومؤسسات، ليسوا في النهاية سوى موظفين واداريين يسعون لتأمين لقمة عيشهم كغيرهم من المواطنين اللبنانيين ولو ان الطريق التي يسلكونها تبقى اكثر وعورة وخطورة، اذ تتوسط خطيّ الحقّ والكذب، التجييش والتهدئة، السلم والحرب.

عزمٌ وتصميم

"عدم الافلات من العقاب"... مبداٌ محقّ اطلقته جمعية "مهارات" قبل عام انطلاقاً من حرص الجمعية التي تعنى بحرية التعبير وقضايا الاعلام، على ارساء نمط المحاسبة الحقوقية لمن يتعرّض لمؤسسات الاعلام والاعلاميين، غير ان تجربة لبنان في الحق والقضاء خصوصاً بعد اقرار الدولة لقانون العفو العام سنة 2005، تعثّر المساعي الاهلية في ذلك. "صُدمنا لما حصل لقناة المستقبل ومصوّر جريدة "صدى البلد" وقنوات الـ. او.تي.في والمنار في الشمال، وحملة عدم الافلات من العقاب التي نحن بصدد المضي بها قائمة اليوم بعزم اكبر رغم الصدى المتواضع الذي تلقاه في لبنان". كلمة للمديرة التنفيذية في مؤسسة "مهارات" رلى مخايل، تعبّر عن الثقل الواضح الذي يقع على كاهل المجتمع المدني في كل مرة ينتفي دور المؤسسات المسؤولة عن صون حرية التعبير، التي تتبّع "غضّ النظر" سياسة تنفيذية.


... لخلق الوعي

شرحت مخايل ان الاحداث الماضية اظهرت تمادي المتعدين الخطير على من ينقل لهم الخبر والتطورات، ما يؤكد "ضرورة تكريس مفهوم المحاسبة والمساءلة لكي نحدّ من هذه الظاهرة". وتمضي "مهارات" في سعيها الى خلق وعيٍ لدى الصحافيين الشباب والقانونيين، بحسب مخايل، حتى انتشار شعار "عدم الافلات من العقاب" في كل المؤسسات الاعلامية ومنهم الى المؤسسات الرسمية المعنية. ويأتي هذا المسعى التوعوي نتيجة تحرّك اهلي وُلد غداة اليوم العالمي لحرية الصحافة ايار 2007، بعد ان اصبح قتل الصحافيين كالضغط على زرّ الكتروني لا يُكشف مصدره.

رصد للانتهاكات

"دورنا يكمن في رفع الوعي وتحريك المجتمع ونقل الفكرة وتأمين انتشارها في وجه جسم اجتماعي فاسد". هذا ما اكدته مخايل التي عبّرت عن تصميم الجمعية على تجسيد افكارها بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية لتدوير هذه الافكار وايصالها، غير ان اعتراف المجتمع الاهلي بطاقاته المحدودة سبب وافٍ لضرورة تحرّك الجهات الرسمية التي تفتقر لنية وعزم تتمتع بهما الجمعيات الكفوءة. من هنا، وانطلاقاً من محدودية صلاحيات المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع وشكلية الجسم الوزاري الاعلامي الذي انطلق مبدأ الدفاع عن الحريات الاعلامية من جراء ممارساته السابقة، بقي لـ"مهارات" باباً واحداً هو الصحف اللبنانية، حيث تنشر الجمعية نهاية كل شهر، مرصداً للانتهاكات الاعلامية اللبنانية، ينتظر صدوره الرابع نهاية الشهر الجاري، بالتعاون مع منظمة الاونيسكو في خطوة قد تحدّ من خروقات لا يوجد من يذكر ظواهرها حتى الان.

عدالة لبنانية مبتورة لم تعوّض حتى الان عن ارواح هؤلاء، خصوصاً انهم لم يعودوا اليوم ضحية قلم يكتب ضد عدوّ موحّد او محتلّ متطفّل كما كان في السابق، بل اضحوا ضحايا من يختلف معهم في الرأي والتصرّف والمنطق اثر انقسام سياسي فادح يحذو حذو العراق وفلسطين وافغانستان وباكستان...

No comments: